.:: جدول الدروس العلمية بغرفة التوحيد ::.

جدول الدروس العلمية بغرفة التوحيد السلفية

تنبيه: سوف يكون استئناف الدروس بداية العام الهجري الجديد إن شاء الله تعالى
الأيـــــــــــــــــــام السبت الأحد الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة
المدارســـــــــــة التوحيد الحديث النحو الحديث أصول الفقه ------- الآداب
الكتـــــــــــــــــاب الأصول الثلاثة الأربعون النووية المقدمة الآجرومية البيقونية متن الورقات منظومة الآداب
المصنـــــــــــــف محمد بن عبد الوهاب الإمام النووي محمد بن آجروم البيقوني الجويني حافظ الحكمي

تنبيه المرأة المسلمة لبعض الأمور المهمة

بسم الله الرحْمن الرحيم
إنَّ الحمد لله؛ نَحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنَّ مُحمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَـٰتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ (آل عمران:102), يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَآءً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء:1), يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (الأحزاب:71),... أما بعد:
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى, وخيرَ الهدي هديُ مُحمدٍ  , وشرَّ الأمور مُحدثاتُها, وكلَّ مُحدثة بدعة, وكلَّ بدعة ضلالة, وكلَّ ضلالة في النَّار.
وهذه مَجموعة من الأخطاء التي يقع فيها كثير من النساء المسلمات هداهن الله بسبب جهل الكثير منهن بأمور دينهن. وهذه الأخطاء كثيرة ومتعددة منها ما هو شرك ومنها ما هو بدعة ومنها ما هو معصية صريِحة, يشتركن في بعضها مع الرجال الذين قلَّ حظهم في العلم الشرعي.
تَحريت جَمعها فيما علمته مِمَّا عند كثيرٍ من النساء هداهن الله وردهنَّ للحق رداً جَميلاً وزينهن بالطهر والعفاف, وحبب إليهنَّ الإيِمان وزيَّنه في قلوبِهنَّ, وكره إليهنَّ الكفر والفسوق والعصيان, وجعلهنَّ من الراشدات. وهي كما يلي:
أولاً: مُخالفات في العقيدة:
1. عدم عناية كثير من النساء المسلمات بأمور التوحيد والإهْمال في تعلمها مع العلم أنَّ التوحيد أساس الدين عند الله تبارك وتعالى؛ والله تبارك يقول: وَمَا خَلَقْتُ ﭐلْجِنَّ وَﭐلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (الذاريات:56).
2. إتيان السحرة والكهان والمشعوذين والعرافين والمنجمين, فإذا أصيبت إحداهنَّ بالسحر أو المس أو العين مثلاً هرعت إلى السحرة والمشعوذين لطلب العلاج, وهذا كفر, فإن صدقت الساحر فيما يقول فهذا كفر, فقد أخرج مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي  وهي حفصة كما ذكر المخرجون عن النبي  قال: «مَنْ أَتَىٰ عَرَّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ يَوْماً».
كما أخرج أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم وقال صحيح على شرطهما عن النبي  : «مَنْ أتَىٰ عَرَّافاً أَوْ كَاهِناً فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ».
كما روى البزار بإسنادٍ جيدٍ عن عمران بن حصين  مرفوعاً: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ, أَوْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ, أَوْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ, وَمَنْ أَتَىٰ كَاهِناً فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ».
وأخرج أحْمدُ في مسنده وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي عن أبي موسى  قال: قال رسول الله  : «ثَلاَثَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ ﭐلْجَنَةَ؛ مُدْمِنُ ﭐلْخَمْرِ, وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ, وَقَاطِعُ ﭐلرَّحِمِ».
فهذه النصوص وغيرها كثير؛ جاءت صريِحة بالوعيد لِمن صدق السحرة والعرافين والكهان والمنجمين والمشعوذين بالكفر, ومن جاءهم وسألَهم فقط دون أن يصدقهم فلا يقبل الله تبارك وتعالى منه صلاة أربعين يوماً عياذاً بالله. ومن هنا نعلم خطأ من أفتى بِجواز حلِّ السحر بسحر مثله, وأنه قاصر النظر كائناً من كان وتوعزه الأدلة, فيكون قوله من أبطل الباطل.
3. الإعراض عن دين الله تبارك وتعالى لا يتعلمنهُ ولا يعملن به؛ وعلى وجه الخصوص ما يتعلَّقُ بفقه النساء, وقد قال النبي  : «طَلَبُ ﭐلْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَىٰ كُلِّ مُسْلِمٍ».
4. إعراض كثير من النساء عن سنة النبي  وعدم معرفة المنهج السلفي واتباعه على الفهم الصحيح, والتهافت والتساقط إلى متابعة قادة الحركات الحزبية والحرص على متابعتهم والقراءة لَهم وسَماع أشرطتهم وتنشئة أبنائهم وبناتِهم على الفكر الحزبي المبتدع.
5. زيارة القبور عند بعض النساء هداهن الله, وشدُّ الرحال لَها, وخاصة قبر رسول الله  , وقد جاء الوعيد الشديد باللعن لِمن فعلت هذا الأمر؛ فقد أخرج الإمام أحْمد في مسنده عن النبي  قال: «لَعَنَ ﭐللَّهُ زَوَّارَاتِ ﭐلْقُبُورِ».
6. السفر إلى دول الكفر بدون مَحرم بِحجة الدراسة أو حتى مع مَحرم, فتمضي سنوات عديدة. أو السفر للسياحة أو قضاء ما يعرف بشهر العسل.
والسفر إلى دول الكفر بدون مسوغ شرعي أمر لا يَجوز.
7. استهزاء كثير من النساء بأخواتِهن الملتزمات من المسلمات والسخرية بِهنَّ أو بِحجابِهنَّ وعفافهنَّ؛ أو التهكم بِهنَّ في محافظتهنَّ على فرائض الله تبارك وتعالى, وهَمزهنَّ ولَمزهنَّ في المجالس, والله تبارك وتعالى يقول: يَٰأَيُّهَا ﭐلَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُواْ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ بِالأَلْقَابِ بِئْسَ ﭐلاِسْمُ ﭐلْفُسُوقُ بَعْدَ ﭐلإيِمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ ﭐلظَّـٰلِمُونَ (الحجرات:11), وهنَّ مع ذلك يتناسينَ أنَّهنَّ بِهذا الصنيع يقعنَ في ناقض من نواض الإسلام؛ إذا كنَّ يستهزئنَ بِهنَّ لتمسكهنَّ بدينهنَّ ومنه الحجاب, والله تبارك وتعالى يقول: وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَءَايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إيِمَـٰنِكُمْ (التوبة:66,65).
ثانياً: مُخالفات في أركان الإسلام:
1. تعمد تأخير الصلاة عن الوقت المحدد لَها وهذا أمر خطير للغاية؛ فقد يفرط كثير من النساء هداهن الله في الثواب العظيم الذي رتبه الله تبارك وتعالى على أداء الصلاة على وقتها, فقد أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود قال: سَأَلْتُ ﭐلنَّبِيَ  : «أَيُّ ﭐلأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَىٰ ﭐللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: «ﭐلصَّلاَةُ عَلَىٰ وَقْتِهَا», قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «بِرُّ ﭐلْوَالِدَيْنِ» قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ﭐلْجِهَادُ فِي سَبِيلِ ﭐللَّهِ» قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ رَسُولُ ﭐللَّهِ  , وَلَوِ ﭐسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي».
كما روى ابن حبان في صحيحه عن رسول الله  قال: «إِذَا صَلَّتِ ﭐلْمَرْأَةُ خَمْسَهَا, وَصَامَتْ شَهْرَهَا, وَحَصَّنَتْ فَرْجَهَا, وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا, قِيلَ لَهَا: ﭐدْخُلِي مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ ﭐلْجَنَّةِ شِئْتِ».
2. إهْمال كثير من النساء هداهنَّ الله لقضاء الصلاة التي طهرت في وقتها بسبب حيض أو نفاس طهرت منه وتطهرت, فالواجب عليها القضاء مادامت أنَّها طهرت ولا تزال في وقتها.
3. عدم مبالاة كثير من النساء لإخراج زكاة المال والحلي التي يَملكها النساء إذا حال عليها الحول وبلغ النصاب, متناسين قول الله تبارك وتعالى: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (التوبة:35,34).
4. سكوت كثير من النساء هداهنَّ الله عن أزواجهم وأولادهم الذين يفرطون في حق الله تبارك وتعالى؛ كالتهاون في أداء الصلاة أو عدم صوم رمضان والإعراض عن قراءة المصحف وهكذا, وعدم مناصحتهم.
5. عدم اهتمام كثير من الأمهات هداهنَّ الله بِمتابعة بناتِهنَّ وتوجيههنَّ التوجيه الصحيح؛ لأنَّ المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها؛ من تربية بناتِها التربية الصحيحة السليمة, فترى الأم إذا بلغت ابنتها لا توجهها ولا تعلمها ولا تَهتم بِها, ولا تأمرها بالصلاة ولا بالصيام, ولا تعلمها أمور طهارتِها, وبقية فرائضها, فقد أخرج الخمسة إلاَّ النسائي وصححه ابن خزيْمة, وصححه الألباني -رحِمه الله- على شرط مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي  قال: «لاَ يَقْبَلُ ﭐللَّهُ صَلاَةَ حَائِضٍ إِلاَّ بِخِمَارٍ», ومعنى حائض في الحديث أي البنت التي بلغت.
6. وقوع كثير من النساء هداهنَّ الله في كثير من بدع الحج والعمرة كاتْخاذ لبس معينٍ, وكثير من المخالفات في الحج والعمرة؛ أو الوقوع في مَحظور من مَحظورات الإحرام, وماذا إلاَّ لعدم اهتمامهنَّ بتعلم كيفية الحج والعمرة الصحيحة, والتقصير في السؤال, فترى إحداهنَّ تقع في أمر من هذه الأمور ولا تبالي هل وافقت السنة أم خالفت.
ثالثاً: مُخالفات في الزينة واللباس:
1. عدم الالتزام بالحجاب الشرعي الصحيح, والله تبارك وتعالى يقول: يَٰأَيُّهَا ﭐلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ﭐلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ ﭐللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (الأحزاب:59).
2. التوسع في مظاهر العبايات والنقاب والبرقع واللثام بأشكال داعية إلى الفتنة الصريِحة التي تلفت أنظار الرجال إلى النساء وتغري بينهم تزيين المنكر عياذاً بالله, فإمَّا أن تكون كثيرة الشفافية تظهر وجه المرأة وجَمالَها وما عليه من زينة بكل وضوح, أو أنَّ فتحات العينين واسعة تظهر كثيراً من وجه المرأة, ومثل هذه الألبسة يَجب على المرأة المسلمة العفيفة اجتناب لبسها حرصاً على عدم افتتان الرجال بِها.
3. الخروج من البيت متبرجة إلى الأسواق لغير حاجة سوى التسكع وفتنة عباد الله؛ والله تبارك وتعالى قد أمرها بالمكوث في بيتها ونَهاها عن التبرج؛ فقال جل من قائل: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ﭐلْجَاهِلِيَّةِ ﭐلأُولَىٰ وَأَقِمْنَ ﭐلصَّلاَةَ وَءَاتِينَ ﭐلزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ ﭐللَّهَ وَرَسُولَهُ (الأحزاب:33), ومن التبرج كشف الوجه؛ وإبداء النحر, ولبس الملابس الضيقة والملابس القصيرة والملابس الشفافة ولبس لباس الكافرات تشبهاً بِهنَّ, كالملابس التي تبدي ظهرها أو تبدي كثيراً من صدرها.
5. حرص كثير من النساء هداهنَّ الله على موضات الملابس ومساحيق التجميل وهي ما تعرف عند النساء بالمكياج والتسريِحات والعطورات والمجلات المتخصصة بِهذه الأمور التافهة التي يتلقفها نساء المسلمين من الكافرات التي تَحمل المرأة المسلمة على التكشف وهتك سترها وعفافها الذي جَملها الله به.
6. وقوع كثير من نساء المسلمين في المعاصي والكبائر التي رتَّبَ عليها النبي  اللعن كالتنميص والوشر والوصل والوشم وغيرها من هذه المعاصي, فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن مسعود  قال: «لَعَنَ ﭐللَّهُ ﭐلْوَاشِمَاتِ وَﭐلْمُتَوَشِمَاتِ, وَﭐلْمُتَنَمِّصَاتِ, وَﭐلْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ, ﭐلْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ ﭐللَّهِ», فبلغ ذلكَ امرأةً من بني أسد يقال لَها أمَّ يعقوب, فجاءت فقالت: إنَّه بلغني أنَّك لعنتَ كيت وكيت؛ فقال: «وَمَا لِيَ لاَ أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ ﭐللَّهِ  , وَمَنْ هُوَ فِي كِتَابِ ﭐللَّهِ؟!, فَقَالَتْ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ ﭐللَوْحَيْنِ فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ مَا تَقُولُ!, فَقَالَ: لَئِنْ قَرَأْتِهِ لَقَدْ وَجَدْتِهِ, أَمَا قَرَأْتِ وَمَا ءَاتَاكُمُ ﭐلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ؟ (الحشر:7), قَالَتْ: بَلَىٰ, قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ نَهَىٰ عَنْهُ, قَالَتْ: فَإِنِّي أَرَىٰ أَهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ, قَالَ: فَاذْهَبِي فَانْظُرِي, فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ؛ فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئاً, فَقَالَ: لَوْ كَانَتْ كَذَلِكِ مَا جَامَعْتُهَا.
7. حرص كثير من النساء هداهنَّ الله على إخفاء الشيب الذي يظهر عليهنَّ بالسواد الذي نَهى عنه النبي  ورتَّبَ عليه الوعيد الشديد لِمن فعله, بدل استعمال الحناء أو الكتم, فقد روى أبو داود والنسائي عن النبي  قال: «يَكُونُ فِي آخِرِ ﭐلزَّمَانِ قَوْمٌ يَخْضُبُونَ بِالسَّوَادِ؛ كَحَوَاصِلِ ﭐلْحَمَامِ, لاَ يَريِحُونَ رَائِحَةَ ﭐلْجَنَّةِ».
8. وقوع كثير من النساء هداهنَّ الله في مُخالفة خصلة من خصال الفطرة بإطالة أظافرهِنَّ, مِمَّا يثير التقزز والاشْمئزاز منهنَّ, ثُمَّ يطلينها بِما يعرف لديهنَّ بالمناكير.
9. تشبه بعضٍ من النساء بالرجال في اللبس والمشية والكلام, حتى أنَّك لتجد المرأة مسترجلة في كل شيء, فروى أبو داود عن النبي  قال: «لَعَنَ ﭐللَّهُ ﭐلرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ ﭐلْمَرْأَةِ, وَﭐلْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ ﭐلرَّجُلِ», كما روى أيضاً عنه  قال: «لَعَنَ ﭐللَّهُ ﭐلرَّجُلَةَ مِنَ ﭐلنِّسَاءِ».
رابعاً: مُخالفات داخل الأسرة والحياة الزوجية والأعراس:
1. مُحاربة تعدد الزوجات, وجعل من أتى بزوجة ثانية أو ثالثة خائناً لزوجته. ومن كانت على هذا الفكر فعليها أن تعرض نفسها على كتاب الله وعلى سنة رسول الله  فما وجدته في كتاب الله وفي سنة رسوله  فعليها أن تقف عنده وأن تقول سَمعنا وأطعنا ولتتذكر قول ربِها تبارك وتعالى: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ﭐلْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُواْ إِلَىٰ ﭐللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ ﭐلْمُفْلِحُونَ (النور:51).
2. مُخالفة الزوج وعصيانه والرد عليه ورفع الصوت عليه؛ ونكران معروفه وكفرانه وكثرة الشكوى منه, وفي هذا وعيد شديد في حق من باتت وزوجها ساخطٌ عليها؛ فقد أخرج الترمذي عن أبي أمامة  أنَّ رسولَ الله  قال: «ثَلاَثَةٌ لاَ تُجَاوِزُ صَلاَتُهُمْ آذانَهُمْ: ﭐلْعَبْدُ ﭐلآبِقُ حَتَّىٰ يَرْجِعَ, وَﭐمْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ, وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ».
كما أخرج أيضاً عن أبي هريرة  عن النبي  قال: «لَوْ كُنْتُ آمِراً أَحَداً أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ, لأَمَرْتُ ﭐلْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا».
وقد أمر النبي  المرأة بطاعة زوجها وخاصة إذا دعاها لِحاجته, فقد أخرج الترمذي عن طلق بن علي قال: قال رسول الله  : «إِذَا دَعَا ﭐلرَّجُلُ زَوْجَتَه لِحَاجَتِهِ فَلْتَأْتِهِ؛ وَإِنْ كَانَتْ عَلَىٰ ﭐلتَّنُورِ». ورتَّبَ  الجزاء العظيم الحسن على هذا, كما أخرج الترمذي عن أمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله  : «أَيُّمَا ﭐمْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ, دَخَلَتِ ﭐلْجَنَّةَ».
ولتسمعي أيتها المرأة المسلمة إلى هذا الحديث الذي أخرجه النسائي عن عمة حصين بن مُحصن قالت: «أَتَيْتُ رَسُولَ ﭐللَّهِ  فِي بَعْضِ ﭐلْحَاجَةِ, فَقَالَ: أَيْ هَذِه! أَذَاتُ بَعْلٍ؟, قُلْتُ: نَعَم, قَالَ: كَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟, قَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلاَّ مَا عَجِزْتُ عَنْهُ, قَالَ: أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ؟ فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ».
وما أعظم أجر من حرصت ألاَّ تنام إلاَّ وقد رضي عنها زوجها حتى وإن كان زوجها هو المخطئ في حقها, وإن كانت هي المظلومة, فقد أخرج الطبراني, أنَّ النبي  قال: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ ﭐلْجَنَةِ؟ ﭐلْوَدُودُ ﭐلْوَلُودُ, ﭐلْعَؤُودُ, ﭐلَّتِي إِذَا ظُلِمَتْ قَالَتْ: هَذِي يَدِي فِي يَدِكَ, لاَ أَذُوقُ غَمْضاً حَتَّىٰ تَرْضَىٰ».
3. إرغام بعضٍ من الزوجات المسلمات أزواجهنَّ على تَحديد النسل بعد مولودين أو ثلاثة بأن تأخذَ الزوجة الإبر أو الحبوب أو العقاقير التي تَمنع من الحمل مُجدداً, وهذا مُحرَّمٌ شرعاً, ومُخالف لأمر النبي  حيث قال: «تَزَوَّجُواْ ﭐلْوَدُودَ ﭐلْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ», ولو أنَّها تَجعلُ لنفسها وقتاً معيناً ليس بالطويل عُرفاً بين كلِّ حَملٍ والذي بعده فلا بأس في هذا إن شاء الله تعالى.
4. طلب بعضٍ من نساء المسلمين هداهنَّ الله الطلاق من أزواجهنَّ من غير سبب شرعي, والنبي  يقول: «أَيُّمَا ﭐمْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا ﭐلطَّلاَقَ مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ, فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ ﭐلْجَنَّةِ».
5. تصرف المرأة في مال زوجها من دون علمه, كأن تأخذ فوق حاجتها وحاجة أولادها وحاجة المنْزل دون علمه, وهذا مُخالف لِمَا رخص به النبي  لِهند بنت عتبة رضي الله عنها لَمَّا جاءت شاكية للنبي  حاجتها وحاجة عيالِها, فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: «قَالَتْ هِنْدٌ أُمُّ مُعَاوِيَةَ لِرَسُولِ ﭐللَّهِ  : إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ آخُذَ مِنْ مَالِهِ سِرّاً؟. قَالَ: «خُذِي أَنْتِ وَبَنُوكِ مَا يَكْفِيكِ بِالْمَعْرُوفِ».
والشحيح هو البخيل مع الحرص, والجناح المقصود منه الإثْم, وقولُها (سِرّاً) أي دون علمه وإذنه, وأمَّا قوله  (بالمعروف) أي حسب عادة الناس في نفقة أمثالك وأمثال أولادك.
أو تتصدق من ماله دون علمه ودون إذنه لَها وتظن نفسها مأجورة على هذا الفعل, بينما الأمر على العكس تَماماً, فلا يَحل للزوجة التصرف في مال زوجها بشيء إلاَّ فيما أذن لَها فيه أو أقرها عليه.
6. إقدام كثير من النساء المسلمات هداهنَّ الله على صيام التطوع دون استئذان أزواجهنَّ رغبة منهنَّ في الأجر والثواب, في حين أنَّهنَّ يَجهلن النهي عن هذا من النبي  دون إذن أزواجهن, كما أنَّهنَّ يدخلنَ من لا يعلم أزواجهنَّ بِهم عليها في البيت كالجارة والصديقة, وغيرهن, كما قال  : «لاَ يَحِلُ لامْرَأَةٍ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ, أَوْ تَأْذَنَ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ».
7. إدخال بعضٍ من نساء المسلمين هداهنَّ الله لبعض أقاربِهنَّ من غير مَحارمهنَّ كأبناء الأعمام وأبناء الأخوال وأزواج الأخوات بِحجة الزيارة وبِحجة أنَّهم في مقام إخوانِهنَّ وهذا باطل صريح, فقد قال النبي  : «إِيَّاكُمْ وَﭐلدُّخُولُ عَلَىٰ ﭐلنِّسَاءِ, فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ ﭐلأَنْصَارِ: أَفَرَأَيْتَ ﭐلْحَمُو يَا رَسُولَ ﭐللَّهِ؟, قَالَ: ﭐلْحَمُو ﭐلْمَوْتُ», وقال الله تبارك وتعالى: وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ ﭐلتَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي ﭐلإِرْبَةِ مِنَ ﭐلرِّجَالِ أَوِ ﭐلطِّفْلِ ﭐلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَاتِ ﭐلنِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَىٰ ﭐللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا ﭐلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (النور:31).
8. خروج المرأة من بيت زوجها بدون علم زوجها وبدون استئذانه, إمَّا لبيت أمها أو إلى بيت جارتِها أو صديقتها أو إلى بعض حاجتها.
9. إثقال كاهل الزوج بالطلبات التي لا حاجة إليها, والتي تَستَنْزِفه أموالاً كثيرة, وهذا راجع إلى جشع الزوجة وعدم قناعتها بِما يسر الله لَها ولزوجها من الرزق.
10. تنفير الرجل الخاطب بالطلبات التي هي أقرب للجنون, والتي هي رُبَّما تكون سبباً في صرف الخاطب عنها, كطلب الفساتين والأثواب التي تكون باهضة الثمن والتي ربَّما لا تلبسها إلاَّ مرة واحدة, أو طلب الكوافيرات أو مزينات ومصففات ومسرحات الشعر اللاتي يُسرحن الشعر على طريقة الكافرات مع وصل الشعر بِخصل من الشعر المستعار أو ما يعرف بالباروكات, أو طلب المغنيات الفاجرات ليغنين لَها وللحضور في حفل الزواج, وقرع الطبول وما يرافقها من الأغاني والأهازيج المحتوية على الكلمات الخليعة الفاحشة السمجة. ولا تفلح من استهلت حياتَها الزوجية بِمعصية الله تبارك وتعالى.
11. إدخال المرأة لزوجها ليتصور معها فيما يعرف عند الكثير من الناس بالكوشة مع إخوانه وأبناء عمومته أحياناً وبِحضور أقارب الزوج وأقارب الزوجة, وهذا لا يَجهل ذو عقل ما فيه من الاختلاط المحرم, وما فيه من الدخول على أعراض المسلمين ومَحارمهم, فلا تتحرك غيرة للزوج على زوجته ولا على مَحارمه من أم وأخوات, ولا على نساء المسلمين اللاتي يدخلون عليهنَّ.
أضيفي إلى هذا أيتها المسلمة العفيفة ما يقع من نظر الزوج على غير زوجته من النساء اللاتي ربَّما أنَّهنَّ يفقن زوجته حسناً وجَمالاً, وحسب الشيطان بِهذا فرحاً.
12. وقوع بعضٍ من النساء في وصف جاراتِهن أو صديقاتِهن أو أي امرأة كانت, أمام أزواجهن أو إخوانِهنَّ كأنَّهم يشاهدونَهنَّ عياناً؛ دون مسوغٍ شرعي لِهذا كأن يريد الأخ خطبة امرأة فيطلب من أخته أو أمه الذهاب لتنظر إليها.
وهذا خطأ نَهى عنه النبي  النساء من الوقوع فيه, لِمَا له من إدخال الفتنة بقلب الزوج أو الأخ بِهذه المرأة الموصوفة, فقال  : «لاَ تُبَاشِرِ ﭐلْمَرْأَةُ فَتَصِفَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا».
13. تَحدث بعضٍ من النساء هداهنَّ الله بِما يقع بينَهنَّ وبين أزواجهن من أسرار وأمور, خاصة أمور العشرة والفراش, عند صديقاتِهنَّ أو جاراتِهنَّ, ومثل هذه المرأة مَمقوتة لأنَّها تفشي سرَّ زوجها بعد أنَّ أفضى إليها فتتحدث به بين النساء, أو ما يَحصل بينها وبينه من خلافات وأمور عائلية فتهرع إلى أمها شاكية ولربَّما حرضتها أمها على تنغيص معيشة زوجها خاصة إذا كانت الزوجة وأمها من خفيفات العقول.
14. تأخير كثير من الفتيات المسلمات الزواج برهة من الزمن وعدم الرغبة فيه بِحجة أنَّه يُعيقهنَّ عن الدراسة والتحصيل العلمي كما يزعمن, ورُبَّما وجدت المرأة نفسها بعد ذلك كبيرة في السنِّ لا يرغب فيها الخطاب بسبب كبر سنِّها, وترى أخواتِها وقريباتِها وصويْحباتِها وقد تزوجن وأنْجبن الذرية بإذن الله, وهي متندمة على ما أضاعت من عمرها ولا تَجد من يرغب بِها لكبر سنِّها فالمرأة إذا تعدت الثلاثين قلَّ أن تَجد من يرغب في خطبتها.
15. قبول المرأة المسلمة ذات الدين بالخاطب الفاسق العاصي والتارك للصلاة نظراً لِمركزه الاجتماعي أو لوظيفته المرموقة أو شهادته العالية أو لكونه ذا مال.
16. الغلو في طلب المهر بِما لا يقبله عقلٌ ولا يقره عرفٌ, وقد بَيَّنَ النبي  أن أكثر النساء بركة أقلهنَّ مؤونة.
17. الوقوع في البدع المحدثة في الأفراح والأعراس من تلبيس الدبل وما يعرف بالشبكة, وما يعرف بالتشريعة أو الميل أو فستان الفرح كما يسميه البعض, وهو عبارة عن لباس أبيض طويل باهض الثمن, وهو من فعل النصارى عند عقدهم الزواج في كنائسهم.
خامساً: مُخالفات السفر والخلوة والاختلاط:
1. خروج بعض النساء المسلمات هداهنَّ الله متعطرات متطيبات أو متبخرات؛ ومرورها على الرجال ليشموا عطرها أو طيبها عند الخروج, وهذا لا شك أنَّه من المنكرات التي يتهاون بِها كثير من المسلمات.
وقد أخرج أبو داود والنسائي أنَّ النبي  قال: «أَيُّمَا ﭐمْرَأَةٍ ﭐسْتَعْطَرَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ؛ فَمَرَّتْ عَلَىٰ قَوْمٍ لِيَجِدُواْ ريِحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ».
2. تَهاون بعضٍ من نساء المسلمين بِخطورة الركوب مع السائقين الأجانب منفردين والاختلاء بِهنَّ, سواء أكان سائق أجرة أم سائق المنْزِل, وقد يصلُ الأمر إلى درجة أن تكشف وجهها أمامه ولا تبالي, وهذه لا شَكَ أنَّها خلوة مُحرمة شرعاً, فقد قال النبي  : «لاَ يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ», متفقٌ عليه.
3. خروج كثير من نساء المسلمين إلى الأسواق لغير حاجة ضرورية, ولكن لِمجرد هواية التسوق, وهذا فَخٌ نصبه الشيطان للمرأة حتى تقع في حبائل الساقطين والتافهين ويقعوا هم أيضاً في حبائلها فيغري كلٌّ منهما الآخر, فلا تَجد المرأةُ نزهتها إلاَّ في الأسواق التي هي أبغض البقاع إلى الله, حيث نصب الشيطان رايته وباض بِها وفرَّخ, فتأخذ في الكلام وتعطي مع البائعين وأصحاب الأسواق والعاملين, ومشاغل الخياطة وحقاً إنِّها لَمشاغل حيث أنَّها أشغلت إماء الله عن بيوتِهنَّ والقرار بِها, خلافاً لأمر الله تبارك وتعالى حيث قال: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ﭐلْجَاهِلِيَّةِ ﭐلأُولَىٰ وَأَقِمْنَ ﭐلصَّلاَةَ وَءَاتِينَ ﭐلزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ (الأحزاب:33), والنبي  يقول: «ﭐلْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ فَإِذَا خَرَجَتِ ﭐسْتَشْرَفَهَا ﭐلشَّيْطَانُ».
4. سفر كثير من نساء المسلمين هداهنَّ الله؛ من دون مَحرم, مُخالفات أمر الله تبارك وتعالى وأمر رسوله  ؛ فقد قال النبي  : «لاَ يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَﭐلْيَوْمِ ﭐلآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ مِنْهَا».
5. خروج المرأة المسلمة للعمل من غير حاجة لَها سوى الترويِح عن النفس وقضاء وقت الفراغ كما يزعم كثير من النساء, وهذا باطل, لأنَّ المرأة بِهذا الصنيع تعرض نفسها للاختلاط ومزاحَمة الرجال, دون تستر, مع تقصيرها في حقوق زوجها وحقوق بيتها وحقوق أولادها.
6. تساهل كثير من النساء بِمسائل الاختلاط الدراسي الذي يَحصل في الجامعات والمدارس.
سادساً: مُخالفات في حقوق الوالدين وإضاعة الوقت فيما لا ينفع:
1. عقوق كثير من النساء هداهنَّ الله لوالديهنَّ؛ برفع الأصوات وعدم احترامهما, والتذمر من خدمتهما وإطاعتهما, والله تبارك وتعالى يقول: وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَٰنًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ﭐلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَّلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَريِمًا (الإسراء:23), وكذلك نَجد بعض الأخوات هداهنَّ الله إذا طلبن منهنَّ أمهاتُهنَّ المساعدة في الأعمال المنْزِلية تَمنَّعْنَ من ذلك؛ وهذه صورة جلية من صور العقوق, بينما نَجدهنَّ يقضين الساعات الطوال في غرف الانترنت في القيل والقال دون ملل.
2. قضاء كثير من النساء أكثر أوقاتِهنَّ في مَجالس القيل والقال مع صديقاتِهن, والغيبة والنميمة والهمز واللمز, والقول على الله بلا علم, وعدم استغلال الأوقات فيما يعود عليهنَّ بالنفع والفائدة.
3. عدم التزود من الطاعات والقربات عند الله تبارك وتعالى, كقيام الليل والوتر, أو صلاة الضحى, أو صلاة العيدين, أو السنن الرواتب وعدم المحافظة عليها.
4. إطلاق البصر والسمع واللسان فيما حرَّم الله, من مسلسلات هابطة وأفلام خليعة, وأغاني ساقطة, وأناشيد تُمرضُ القلب وتشغله عن ذكر الله وقراءة القرآن وحفظه, يقول الله تبارك وتعالى: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ (النور:31), ويقول تبارك وتعالى: إِنَّ ﭐلسَّمْعَ وَﭐلْبَصَرَ وَﭐلْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (الإسراء:36).
5. وقوع كثير من النساء في صورة مشتهرة من صور الربا؛ وما ذلك إلاَّ لِجهلهنَّ بِحقيقة الربا, حيث أنَّه قد جرت عادة كثير من النساء على تبديل الذهب المعد للزينة واللبس, فيذهبنَ لِمحلات بيع الذهب ويقمن ببيع ما معهنَّ من ذهب لصاحب الْمحل ثُمَّ بعد ذلك يقمن بالشراء الذهب الجديد من صاحب المحل نفسه مع دفع الفارق للذهب الجديد الذي اشترينه.
وهذا عين الربا كما قال النبي  لبلال  , فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري  قال: «جَاءَ بِلاَلٌ إِلَىٰ ﭐلنَّبِيِّ  بِتَمْرٍ بَرْنِيٍّ, فَقَالَ: لَهُ ﭐلنَّبِيُّ  : مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ قَالَ بِلاَلٌ: كَانَ عِنْدِي تَمْرٌ رَدِيءٌ؛ فَبِعْتُ مِنْهُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ لِنُطْعِمَ ﭐلنَّبِيَّ  , فَقَالَ ﭐلنَّبِيُّ عِنْدَ ذَلِكَ: أَوَّهْ؛ أَوَّهْ, عَيْنُ ﭐلرِّبَا, لاَ تَفْعَلْ, وَلَكِنْ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ فَبِعْ ﭐلتَّمْرَ بِبَيْعٍ آخَرَ, ثُمَّ ﭐشْتَرِ بِهِ».
فينبغي عليهنَّ أن يقبضنَ ثَمن ذهبهنَّ المبيع بأيديِهنَّ, ثُمَّ يشترينَ ما شِئْنَ بعد ذلك من ذهب جديد, والأفضل لو اشترَيْنَ من مَحلٍ آخر غير المحل الذي بِعنَ عليه خروجاً من الشبهة.
6. اتصاف بعض المسلمات بالكبر عياذاً بالله على قريناتِهنَّ, أو على الخطَّاب الأكفاء الذين يُرضى دينهم وأخلاقهم؛ ويرغبون في نكاحهنَّ, بسبب كثرة مالٍ, أو حسن وجَمالٍ وهبَهنَّ الله, أو حسب ونسب, فقد روى مسلمٌ أنَّ النبي  قال: «لاَ يَدْخُلُ ﭐلْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ».
7. اتِّخاذ كثير من النساء صديقات وصويْحبات سوء, يكنَّ سبباً لتساهلها فيما فرض الله عليها من صلاة وصيام وخلافها من أمور دينها, أو يكنَّ سبباً في أن تفرط في أغلى ما تَملك؛ شرفها وعفتها وكرامتها, وإيقاعها في الرذيلة والفاحشة عياذاً بالله.
8. فشو ظاهرة الإعجاب المحرَّم بين النساء عياذاً بالله, الذي قد يصل إلى درجة العشق حتى تتعلق المرأة بالمرأة وتُحاكيها في كل شيء؛ اللبس والمشية وطريقة الكلام, ولا تستطيع التخلص من هذا العشق الشيطاني الخالي من الحب في الله ولله, وهذا لا شك أنَّه من تعلق القلب بغير الله تبارك وتعالى وخلوه من التعلق بالله, وقد يكون سبباً إلى معصية الله تبارك وتعالى والوقوع معها في المعصية.

وأخيراً؛ فإني أسأل الله تبارك وتعالى أن يَحفظ نساء المسلمين من كل سوء ومكروه, وأن يَهدِيَهُنَّ للتي هي أقوم, وأن يُحبب إليهنَّ الإيِمان وأن يزينه في قلوبِهنَّ, وأن يكره إليهنَّ الكفر والفسوق والعصيان وأن يَجعلهنَّ من الراشدات.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالَمين, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا مُحمد وعلى آله وصحبه أجْمعين.

كتبه الفقير لفضل ربه العلي القدير
أبو حَمود هادي بن قادري بن حسين مُحَجَّب
27/10/1430هـabuiyad

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق